أكد معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور #عبدالرحمن_السديس ، على أهمية التوحيد والعقيدة، وأصول الفقه في حياة الناس وحاجتهم إليهما، موضّحًا أهمية ألّا يَعمد طالب العلم إلى علم بعينه مباشرة دون الأخذ بمداخله. وبيّن معاليه ذلك في درسه الأول، صباح اليوم الثلاثاء 21 رجب 1446هـ، في شرح كتابَي العقيدة الطحاوية، وتلخيص روضة الناظر في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، الذي ألقاه في رحاب المسجد الحرام بحضور جمع من طلاب العلم والمصلين. واستهل معاليه درسه بحمد الله والصلاة والسلام على النبي ﷺ، ثم شرع في شرح معنى العقيدة لغةً واصطلاحًا، موضحًا أنها من العَقد، أي إحكام الشيء وتوثيقه، وأنها العلم الذي يُتوصّل به إلى معرفة التوحيد ويقينيات الإسلام بالأدلة النقلية. وأوضح أن موضوع العقيدة يدور حول البحث في التوحيد لله جل وعلا في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وأهمية العقيدة الصحيحة في تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
كما تناول معالي رئيس الشؤون الدينية كتاب العقيدة الطحاوية، مشيرًا إلى أنه يشتمل على منهج السلف الصالح في التوحيد والإيمان، وموضوعات متعددة مثل الإيمان بالغيب واتباع السنة والسمع والطاعة لولاة الأمر، والإيمان بالبعث والجنة والنار في التوحيد والإيمان وأركانه، والإيمان بالغيب، والعرش والكرسي، والخوف والرجاء، وتعريف الإيمان ونُقصانه، والحديث عن أهل الكبائر، واتباع السنة والجماعة، ومجانبة الخلاف والفُرقة، والسمع والطاعة لولاة الأمر، والولاء والبراء، والإيمان بعذاب القبر ونعيمه، وفتنة القبر، والإيمان باليوم الآخر، والبعث والصراط والميزان، والإيمان بالجنة والنار. وأوضح معاليه أهمية هذا الكتاب في نقل علماء السلف منه، والعناية بشرحه، وأهم ما صُنّف في شرحه: شرح الإمام علي بن أبي العِز الحنفي. ثم ذكر بعض ما يؤخذ على كتاب العقيدة الطحاوية، وبيّن أن العلماء قد تعقبوا تلك المآخذ، وذكر أمثلة على ذلك، وبيّن أنه قد غلبت على مآخذ الكتاب محاسنُه. ثم ذكر نبذة عن المصنّف وعلمه ومآثره، ونبّه على أهمية نبذ التعصب للأئمة والتحزّب للجماعات والمذاهب، وأنه ينبغي للمسلم أن يقصد الحق بدليله. ثم انتقل معاليه للحديث عن أصول الفقه، وذكر أن العلماء اعتنوا بهذا الفن اهتمامًا عظيمًا، ومما صُنّف فيه: كتاب روضة الناظر وجُنة المناظر للإمام ابن قدامة رحمه الله.
ثم أوضح معالي رئيس الشؤون الدينية أن فن أصول الفقه يُعرَّف بتعريفين: -تعريف باعتباره مركبًا إضافيًا؛ مركبًا من كلمتين: (أصول) و(فقه). -وتعريف باعتباره لقبًا على هذا الفن. وتعريف أصول الفقه باعتباره مركبًا إضافيًا: أدلة الفهم. واصطلاحًا: العلم بالأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية. وتعريف أصول الفقه باعتباره لقبًا على فن بعينه قد اختلف العلماء على تعريفه بتعرفين مشهورين: ١- معرفة دلائل الفقه إجمالًا، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد. ٢- هو العلم الذي يُتَوصّل به إلى معرفة استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية. وأبان معاليه أن فن أصول الفقه من أعظم وسائل حفظ الدين، والرد على المشككين والملحدين، ويفيد المجتهدين والعلماء والمفتين، والمتوسطين وطلاب العلم في الترجيح بين أقوال الأئمة في مسائل الخلاف وأقربها إلى القواعد والأدلة والأصول. وأشار معالي الرئيس إلى أن علماء الإسلام قديمًا وحديثًا قد اعتنوا به، وأول من عُني به الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة، وهي أصل في هذا الفن. ومن أهم المصنفات في هذا الفن عند الحنابلة: العُدة، والواضح، والتمهيد، وروضة الناظر لابن قدامة رحمه الله، ومختصر البعلي من أنفس الكتب التي صنّفت فيه. وفي الختام، دعا معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس للمسلمين عامةً ولإخواننا المستضعفين في فلسطين خاصة، كما دعا لولاة الأمر بالتوفيق والسداد، سائلًا الله أن يحفظ الأمة الإسلامية ويوفّق الجميع لما فيه الخير والصلاح.
معالي الشيخ أ.د. عبدالرحمن السديس يلقي درسًا علميًا في شرح العقيدة الطحاوية وأصول الفقه بالمسجد الحرام
أخبار المسجد الحرام